- الباب الفقهي
- فقه الأسرة (الأحوال الشخصية)
- المفتي
- الشيخ الدكتور طه أحمد الزيدي
- عنوان الفتوى
- الإجهاض والتابعة
- السؤال
- كلما احمل يسقط جنيني فقيل لي هذا بسبب القرين أو أن لديك تابعة أو أم الصبيان، ونصحوني بالذهاب إلى بعض الشيوخ لمعالجة الأمر، وزوجي لا يقبل بذلك، بماذا تنصحوني؟
- الجواب
-
مما لاشك فيه إن الانسان يمر بلحظات ضعف ولاسيما عند وقوعه بمصيبة أو أذى، وهنا يستغل المروجون للشعوذة والخرافة والدجل صاحب الضعف ليوقعوه في حبائلهم.
نقول: إن أسباب الاجهاض المتكرر متعددة: منها الوراثي بسبب الاختلال الوراثي عند كلا الزوجين أو أحدهما أو الهرموني أو العضوي أو العدوى البكتيرية أو الفيروسية أو بسبب البيئة أو القيام بأعمال بدنية اجهادية أو بسبب الاضطرابات النفسية وغيرها، ولذا ننصح أولا بمراجعة الاطباء المتخصصين، فإن تمت المعالجة فبها ونعمت وأن شخصت الحالة باضطراب نفسي فيمكن اللجوء الى الرقية الشرعية المنضبطة بالكتاب والسنة، ونحذر من الذهاب الى المشعوذين والدجالين، وعليك بطاعة زوجك في أمره بعدم الذهاب الى هؤلاء.
وأما نسبة الأمر الى القرين المصاحب للإنسان من الجن فلا يصح مع وجوده، لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ، قَالُوا: وَإِيَّاكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: وَإِيَّايَ، إِلَّا أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ)* ، أي كل انسان معه قرين، ولكن ليس لهذا القرين القدرة على اسقاط الجنين وإلا لما ولدت امرأة مسلمة قط، ولكن قد يغوي المرأة ويزين لها اجهاض الجنين أو قد يؤذيها ويدفعها لارتكابها أعمالا تؤدي الى اسقاطه، قال تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ) (الانفال: 48)، وقال سبحانه: (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ) (ق:27)، فهذا القرين لا يملك بنفسه اسقاط الجنين؛ لأن الضار والنافع هو الله تعالى، ولكن يسول للمرأة فعل ذلك، ولا يدفع أذاه ويحفظ الانسان من وسوسته الا بذكر الله تعالى، كما اخبر عليه الصلاة والسلام على لسان عيسى بن مريم عليه السلام: (العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله)** .
وأما التابعة وأم الصبيان فهذه من خرافات العامة وضعفاء المعتقد وهي من أمور الجاهلية، التي حررنا منها الإسلام، وحذرنا من التصديق بها، وما يذكر من أحاديث نبوية عن أم الصبيان فهي أحاديث موضوعة مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلنحذر من تصديقها، وقد يراد بأم الصبيان هو مرض الاجهاض نفسه وهذا مألوف عند العرب كما أطلقوا على الحمى أم ملدم، وفيها حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
*أخرجه مسلم.
**اخرجه الترمذي.
- الموضوع الفقهي
- الحمل والولادة
- عدد القراء
- 166