شخص مريض يرفض العلاج والذهاب إلى المشفى، ويحمل أعراض فايروس كورونا، فهل يجبر على الذهاب وتلقي العلاج؟
- الباب الفقهي
- فتاوى أخرى
- المفتي
- الشيخ الدكتور ضياء الدين الصالح
- عنوان الفتوى
- المريض يرفض العلاج والذهاب للمشفى
- السؤال
- شخص مريض يرفض العلاج والذهاب إلى المشفى، ويحمل أعراض فايروس كورونا، فهل يجبر على الذهاب وتلقي العلاج؟
- الجواب
-
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فمن المعلوم شرعا أنه لا يوجد مرض ليس له دواء، فالله تعالى الذي أنزل الداء أنزل الدواء، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً» أخرجه البخاري.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه بلفظ : «مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ إِلَّا السَّامَ، وَهُوَ الْمَوْتُ» أخرجه أحمد.
وقد اتفق العلماء على أن التداوي وأخذ العلاج الناجع من تمام التوكل على الله تعالى، ومن باب الأخذ بالأسباب لحفظ النفس، وهي من الضروريات الخمس التي دلت نصوص الكتاب والسنة دلالة قاطعة على وجوب المحافظة عليها، وأجمعت الأمة على لزوم مراعاتها.
فإذا قرر الاطباء المختصون أنَّ ترك التداوي يؤدي للوفاة أو تلف أحد اعضاء الجسم، أو كان المرض ينتقل ضررُه إلى غيره، كالأمراض المعدية والأوبئة، فيجب حينئذ إجبار المريض على التداوي؛ ويحرم عليه الامتناع ويؤثم؛ لأنه تعمَّد عدم التداوي، مما أدى إلى الهلاك أو تلف العضو، أو إلحاق ضرر بغيره.
وأما إذا كان المرض بسيطاً لا يبلغ مبلغ الهلاك أو التلف، وأنه يشفى إذا صبر عليه ويستوي عنده أخذ الدواء أو تركه، فالأفضل عند جمهور العلماء هو التداوي وأخذ العلاج عملاً بالأسباب وشكراً للمُسَبِب سبحانه وتعالى.
والله تعالى أعلم.
- الموضوع الفقهي
- مريض يرفض الذهاب إلى المستشفى
- عدد القراء
- 182