- الباب الفقهي
- فتاوى أخرى
- المفتي
- الشيخ الدكتور أحمد حسن الطه
- عنوان الفتوى
- وباء كورونا
- السؤال
- البعض يقول عن الوباء جندي من جنود الله والبعض يقول لعن الله الوباء وكلاهما يجد معارضة من الآخرين حتى وصل الأمر للتقول على الله بغير علم فما هو التوجيه الشرعي الصحيح حول وصف الوباء ونعته؟
- الجواب
-
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فإنَّ الوباء وغيره مما يقع في الكون، سواء في الأرض، أم في السماء، أو في الكواكب، أو في البحار، لايقع شيءٌ ولا يتحرك شيءٌ إلا بعلم الله وإرادته؛ لأنَّ الله تعالى خالق كلِّ شيء، إذن كل شيء مخلوق لله، ومخلوق بالقدر الذي يريده الله، ولو اراد الله أن يكون الوباء قاتلاً بالهواء لقتل النَّاس في دقائق، فالله قادر على هذا، فإطلاق جنود الله على الهواء أو غيره ليس فيه خللٌ شرعيٌ لأنَّ كلَّ ما يَقَعُ هو مِن خلق الله، مِن خير أو شر هو مِنْ خلق الله، وكلُّ ما يُقَدَّر هو مِن خلق الله، والشيطان مِن خلق الله، ووساوسه مِن خلق الله؛ والأشياء لا تتفلَّت بدون علمه، ولا تقع الوقائع إلا بارادته، ولو لم يشأ وقوعها ما وقعت، ولذلك لا مانع أن نقول أنه من جند الله، نسأل الله تعالى اللُّطف في القضاء والقدر.
أمَّا كلمة اللَّعن فليس من أخلاق الاسلام، ولم يرد في شريعة الاسلام مما يطلبه الله من العبد كلمة اللَّعن؛ بل النبي ﷺ بُعث لاتمام مكارم الاخلاق، وأما مسألة التَّقول على الله فالانسان لا يُخبر أنَّ هذا حلال وأنَّ هذا حرام إلا إذا امتلك الدليل أن هذا حلال وهذا حرام وهذا واجب؛ لأنَّ الله أمر به، وإنْ لم يجد الدليل فلا يجوز للإنسان أن يخبر عن الله حلالاً وحراماً، فالتوجيه أنَّ الإنسان لامانع أن يقول: هذا جندي من جنود الله بقضاء الله وقدره، ولو شاء الله ما حصل، وإذا شاء الله ينتهي دوره، ونسأل الله اللطف في هذا، أما اللَّعن فليس مِنْ أخلاق الإسلام، ولا أخلاق المؤمنين ولا عمل إيجابي، ونسأل الله تعالى التوفيق لما يحب ويرضى، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
- الموضوع الفقهي
- وباء كورونا
- عدد القراء
- 181