- الباب الفقهي
- فتاوى أخرى
- المفتي
- الشيخ الدكتور عبد الستار عبد الجبار
- عنوان الفتوى
- ترجمة القرآن
- السؤال
- هل يجوز ترجمة معاني القرآن إلى الدارجة (اللهجة العاميّة) المغربيّة مثلاً؟
- الجواب
-
القرآن هو كلام الله المعجز المنزل على نبيه بالنظم والمعنى، المتعبد بتلاوته، والترجمة لا تكون للقرآن بل لمعانيه التي يفهمها المترجم من النظم (اللفظ).. وهذا لا بأس به لمن لا يفهم اللغة العربية سواءٌ كان من أهل اللغات الأخرى كالفرنسية والانجليزية؛ أم من اللهجات المحلية كالمغربية، لأن البلاغ الشرعي للمكلفين لا يكون إلا بفهم خطاب التكليف.
وقد بين القرآن أن إرسال الرسل كان بلغة القوم الذين أرسل إليهم ليتيسر فهم الخطاب، قال تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) ( إبراهيم : 4 ) أي بلغة قومه التي يفهمونها لتقوم الحجة عليهم ببيانه.
وهذه الترجمة ينبغي أن لا تكون إلا من رجل ملمِّ باللغتين المترجَمِ منها (وهي العربية) والمترجَمِ إليها (أجنبية كان أم عامية) كي لا يسيء إلى المعاني الكريمة في الكلام المعجز بمعانٍ هزيلة.
وهذا المترجَم لا يسمى قرآنًا، بل هو معانٍ دينية سامية لما فهمه المترجِم من الكلام المعجِز، والقراءة فيه لا تأخذ أجر التعبد الحاصل بقراءة القرآن، وإن كان لا يُحرم أجر محاولة الفهم على قدر المستطاع.
ومع هذا لا بدَّ من التذكير بأن اللهجات العربية اليوم هي لهجاتٌ هزيلة، فيها الكثير من المفردات المقتبسة من لغات المستعمر، وهي بلا ضابط ولا قاعدة ولا ترقى إلى أن تسمى لهجة كتلك اللهجات التي كانت في جزيرة العرب.
والاكتفاء بهذه اللهجات فيه مخاطر البعد عن لغة القرآن، لذا ينبغي أن يكون للدعاة هدفان؛ قريب وبعيد:
-القريب يتمثل بتوصيل معاني القرآن باللهجة العامية للمسلم البسيط الذي يصعب عليه تعلم الفصحى الآن.
-والبعيد المتمثل بعودة الطراوة للِّسان العربي وذلك بالتعرف على الفصحى وإتقانها لتفهمٍ أعمق للمعاني الربانية في القرآن الكريم، والله أعلم.
- الموضوع الفقهي
- حكم ترجمة القرآن
- عدد القراء
- 179