- الباب الفقهي
- فتاوى أخرى
- المفتي
- الشيخ الدكتور عبد الستار عبد الجبار
- عنوان الفتوى
- حاللني وواهبني
- السؤال
- كثيراً ما نسمع عن المحاللة والمواهبة كأن يقول الشخص (حاللني وواهبني) فهل لها أصل في الشريعة؟
- الجواب
-
كلمة (حالِلني) كلمة عامية يقصد بها القائلُ الطلبَ من المخاطب أن يجعله في حلٍّ مما أصاب منه من حقوق مادية أو معنوية.
وكلمة (واهِبني) كلمة عامية أيضًا يطلب بها القائل من المخاطب أن يهبه ما تعلق بذمته من حقوق له.
والمراد بهذه الصيغة في عرف الناس طلب المسامحة على ما كان من حقوقهم فيما لبعضهم على بعض، ويمكن أن يُستأنس لذلك بما وردَ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - طعن رجلاً في بطنه إما بقضيب وإما بسواك، فقال: أوجعتَنِي فَأَقِدْني. فأَعطاه العُود الذي كان معه ثم قال: استقد. فَقَبَّل بطنه ثم قال: بل أعفو عنك لعلك تشفع لي بها يوم القيامة(1)، وبقول عمر -رضي الله عنه- حين طُعن "لو أَنَّ لي طِلَاعَ الأرض ذَهَبًا لَافْتَدَيْتُ بِهِ من عَذَابِ اللَّهِ قبل أَنْ أَرَاهُ"(2).
وطلب المسامحةِ هذا عندما يكون بصدق يدل على رقة القلب وشدة حساسيته في التعامل مع حقوق الآخرين؛ أما عندما يكون عادة اعتادها الناس فإنها لا تمثل شيئًا في ميزان الله؛ ولا تبرأُ ذمةُ المستسمحِ (طالب المسامحة)، وهي إذا كانت صادقةً يكون صاحبها مأجورًا عند الله؛ أما إذا كانت خوفًا أو حياءً فلا تبرأُ ذمةُ المسامَحُ (المستسمِح) وللمسامِح أن يطلب حقه يوم القيامة، والله أعلم.
(1)قال الهيتمي في مجمع الزوائد 6/289: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(2)انظر: صحيح البخاري 3/1350.
- الموضوع الفقهي
- الابراء
- عدد القراء
- 223