ورد في الصحيح قوله: "صِنْفَانِ من أَهْلِ النَّارِ لم أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بها الناس، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رؤوسهن كأسنمة الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ ولا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ من مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا"(1). وهذا الحديث من معجزات النبوة، فقد وجد هذان الصنفان من أهل النار والعياذ بالله:

أما الصنف الأول فينطبق على قوات القمع التي تسمى زورًا "أمنًا" والتي تضرب المتظاهرين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر بالسياط الكهربائية وغيرها؛ وهذا أوضح من الواضح في الشارع العربي اليوم.

وأما النساء الكاسيات العاريات فالكلام يحتمل معنيين كلاهما موجود اليوم؛ فهناك نساء تستر بعض بدنها وتكشف بعضه، وهناك نساء تلبس ثوبا رقيقا يصف ما تحته؛ وكلاهما كاسيات شكلاً عاريات حقيقة، وأما مائلات فمعناه منحرفات عن طاعة الله بهذا التهتك والتكشف لما يلزم حفظه؛ ومشية التبختر التي يعرفن بها، ومميلات لغيرهن أي يُعلمن غيرهن فعلهن المذموم. ومعنى رؤوسهن كأسنمة البخت أي ما يصنعن من تسريحات بالشعر مما يشبه سنام البعير.. نسأل الله العافية.

(1)رواه مسلم 3/1680، بَاب النِّسَاءِ الْكَاسِيَاتِ الْعَارِيَاتِ الْمَائِلَاتِ الْمُمِيلَاتِ، برقم 2128.