- الباب الفقهي
- فتاوى أخرى
- المفتي
- الشيخ الدكتور أحمد حسن الطه
- عنوان الفتوى
- يعمل صالحاً ويشعر بالرياء
- السؤال
- إني كلما أعمل صالحاً أشعر وأَحِسُّ بأني مراءٍ في عملي وأني أريد أن أظهر بمظهر العَالِم أمام المقابل فما هو الحل؟
- الجواب
-
المطلوب منك أيها الأخ السائل أن تتحرى بعملك رضوان الله تعالى وليكن على بالك أنك حين تتجه إلى عمل فإن الله تعالى يعلم دوافعك النفسية إلى فعله قبل أن يظهر للناس، وهذا مقتضى بيانه ﷺ حين سئل عن الإحسان فقال: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك»، فإذا تحليت بهذا الشعور وعلمت أنك تتقرب إلى الله سبحانه بعملك فإنه معك ينظر إليك ويعلم هدفك من القيام بهذا العمل فاحذر أن يشترك مع الله تعالى دافع آخر فيصبح مشتركاً بين الخالق والمخلوق فيرد لأن الله تعالى أغنى الشركاء ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾*.
وإذا خلصت النية لله تعالى فأبشر بالخير ولا تلتفت إلى المخلوق، ودع الوساوس ولا تترك عمل الخير حين يحسن القصد، فإن ترك العمل من أجل الناس رياء، العمل لأجل الناس شرك، كما يقول الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى، ولا تحرص على الظهور فإنه قاصم للظهور، حتى ولو كنت من أهل العلم، فالعلم نور يضيء طريق المسلم بلا شك، والعلم كنز وصيانة الكنوز بالستر والتواضع من غير كتمان ولا دعوى ومن جميل حكم سلفنا الصالح:
ولازم الصمت إلا إن سئلت فَقُلْ لا علمَ عندي وكن بالجهل مستترا
فما أبدع الإحالة إلى الله بقول: الله أعلم، كما كان خُلُقُ الصحابة رضي الله عنهم حين يسألون كانوا يقولون: «الله ورسوله أعلم» وقد يكون إحساسك علامة على خير وشعور بالتقصير فدواؤه تجريد القصد من الشوائب والمبادرة بالخير وبالله تعالى التوفيق.
*سورة الكهف: 110.
- الموضوع الفقهي
- حكم الشعور بالرياء
- عدد القراء
- 246