- الباب الفقهي
- فتاوى أخرى
- المفتي
- الشيخ الدكتور عبد الستار عبد الجبار
- عنوان الفتوى
- التهنئة بالمولود
- السؤال
- عند ولادة المولود يقال في التهنئة (يتربى بعزك) فما شرعية هذه الكلمة؟
- الجواب
-
التهنئة بالمولود تعني الدعاء له وللوالدين بالخير كأن يقول بارك الله لكَ أو لكِ أو لكما بما رزقك أو رزقكم من ولدٍ وجعله من أهل الصلاح، وفيها تطييب للنفوس فهي مشروعة، ولم يصح في التهنئة بالمولود نص محدد، لذا تجوز بكل دعاء لا يخالف الشريعة.
ولا بأس أن تكون التهنئة بما ورد عن الحسن البصري رحمه الله أنه علم التهنئة لرجل فقال له (قل بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي المَوْهُوبِ لَكَ، وَشَكَرْتَ الوَاهِبَ, وبَلَغَ أشُدَّهُ، وَرُزِقْتَ بِرَّهُ) ويرد عَلَيْهِ المُهَنَّأُ فَيَقُولُ (بَارَكَ اللهُ لَكَ، وبَارَكَ عَلَيْكَ، وجَزَاكَ اللهُ خَيْراً، ورَزَقَكَ اللهُ مِثلَهُ، وأجْزَلَ ثَوَابَكَ).
أما التهنئة بـ(يتربى بعزك) فتستلزم وقفة تأمل، فالعز حالة مانعة لصاحبها من أن يُغلب، والعزيز هو الذي لا يغلبه أحد وهو الله عزوجل القاهر الذي لا يُقهر؛ لذا قال: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) (فاطر10) أي في الدنيا والآخرة، وقد جعل الله للمؤمنين نصيبًا من العزة لا يُنال إلا بطاعته فقال: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) ( المنافقون8 ) فالمؤمنون في كنف الله وعزته لا يغلبهم أحد بإذن الله.
وعلى هذا المعنى يمكن أن يهنئ المسلم أخاه بمولود له، أو تهنئ المؤمنة أختها بمولودها بالقول (يتربى بعزك) أي يتربى على ما أعطاك الله من عز طاعته تربية صالحة فيستمد من عزة طاعة الله كما استمد أهله من عزة الله بطاعته، والله أعلم.
- الموضوع الفقهي
- أحكام المولود
- عدد القراء
- 185