من المناصب الحساسة دينيًا منصبُ القاضي، فهو رمز العدل؛ والعدل أساس الملك، لذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم - " الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ وَاحِدٌ في الْجَنَّةِ وَاثْنَانِ في النَّارِ، فَأَمَّا الذي في الْجَنَّةِ فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ، وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَجَارَ في الْحُكْمِ فَهُوَ في النَّارِ، وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ على جَهْلٍ فَهُوَ في النَّارِ"*.

وأساس منصب القضاء يقوم على أمرين: العلم بتفاصيل أحكام القضاء؛ والعدل في إيقاع الأحكام من غير ظلمٍ أو محاباة، فمن ملك حظا من هذين الأمرين فله أن ينال هذا المنصب مع شدة حساسيته وخطورة وضعه، وقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من طَلَبَ قَضَاءَ الْمُسْلِمِينَ حتى يَنَالَهُ ثُمَّ غَلَبَ عَدْلُهُ جَوْرَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ غَلَبَ جَوْرُهُ عَدْلَهُ فَلَهُ النَّارُ"*.

*رواه أبو داود، بَاب في الْقَاضِي يخطئ، حديث رقم 3573, وابن ماجه، بَاب الْحَاكِمِ يَجْتَهِدُ فَيُصِيبُ الْحَقَّ، حديث رقم 2314. والترمذي حديث رقم 1322 ورجاله ثقات. *رواه أبو داود، بَاب في الْقَاضِي يخطئ، حديث رقم 3575.