- الباب الفقهي
- العقائد
- المفتي
- الشيخ الدكتور عبد الستار عبد الجبار
- عنوان الفتوى
- اليمين الغموس
- السؤال
- فتاة حلفت كذباً على المصحف (القرآن الكريم) وهي مضطرةٌ على ذلك، فما حكمُ حلفِها؟
- الجواب
-
اليمين في شريعتنا على ثلاثة أقسام:
1. اليمين المنعقدة: وهي التي يمكن فيها البر والحنث، كالحلف على مستقبل ممكن، وفيها الكفارة؛ لقوله تعالى: ((لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ) سورة المائدة، الاية:89. فمن أقسم لا يفعل أمرًا، ثم فعله، أو أقسم يفعل أمرًا، ثم لم يفعله فعليه الكفارة المذكورة على التخيير في غير الصيام.
2.اليمين الغموس: وهي اليمين الكاذبة الفاجرة التي يقتطع بها صاحبُها حق غيره؛ وسميت غموسا؛ لأنها تغمس صاحبها في الإثم، ثم في النار. وهي التي يحلف بها على الماضي كاذبا عالما بكذبه. وهي لا كفارة فيها، فالكفارة لا ترفع إثمها، فلا تشرع فيها. قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: (كنا نعد من اليمين التي لا كفارة فيها اليمين الغموس) *. وهي من الكبائر التي لا تمحوها إلا التوبة النصوح.
3. لغو اليمين: وهو أن يحلف على شيء يظنه واقعًا فيبين خلافه. أو هو يمين من يحلف في كلامه بلا قصد. وليس فيها الكفارة أيضًا. ومثلها الحلف على مستحيل كقتل الميت أو إحيائه؛ وشرب ماء الكوز ولا ماء فيه.
ومن توصيف الحالات نجد أن يمين هذه الفتاة من النوع الثاني، وهو الغموس الذي يغمس صاحبه في النار ولا كفارة فيه. وقولها أنها (مضطرة) مبهم، فما نوع الاضطرار، فليس كلُّ حرج هو اضطرار؛ بل الاضطرار هو الحالة الملجئة إلى فعل الحرام، بحيث أذا لم يفعل لحقه ضررٌ فادحٌ في النفس أو الدين أو العقل أو العرض أو المال. أما المشكلة العائلية أو نحو ذلك، فليس من الاضطرار .
*رواه البيهقي بإسناد جيد.
- الموضوع الفقهي
- حكم اليمين الغموس
- عدد القراء
- 188