- الباب الفقهي
- العبادات / الدعاء والاذكار
- المفتي
- الشيخ الدكتور أحمد حسن الطه
- عنوان الفتوى
- حكــم البسملة
- السؤال
- لماذا نقول بسم الله الرحمن الرحيم أهو جانب روحي فقط أم هناك جانب عقائدي وهل هناك إثم على تاركها (١)؟
- الجواب
-
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه. وبعد فسؤال الأخ لماذا نقول بسم الله الرحمن الرحيم، أهو جانب روحي فقط أم عقائدي وهل هناك إثم على تاركها ذو شعب:
أولاً: لماذا نقولها؟
نقولها ؛ لأن الله تعالى جعل لها اعتباراً وقدراً وأثراً حيث قال: «فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ»(٢)، ولم يحل لنا أكل ذبيحة من لم يعرف لهذه الكلمة حقها فقال سبحانه: «وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ۗ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ»(٣) ، وأرشدنا إلى قولها تيمناً بها وطلباً للخير والبركة بذكرها، وتجنباً عن النقص والحرمان اللذين يلحقان تاركها، فقد قال رسول الله ﷺ: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله (وفي رواية: بالحمد لله ) فهو أبتر»، فقولها أدب حسن يدل على الإيمان والثقة بالله تعالى والتوكل عليه.
يقولها القارئ والآكل والشارب واللابس والراكب والداخل وكل مبتدئ بأمر، كما يفتتح بها الكاتب كتابه، فقد افتتحت بها سور القرآن، وعلمها معلم الإنسانية ﷺ في قوله لعمر بن أبي سلمة في الوليمة: «يا غلام سَمِّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك، وهذه من آداب الطعام»، وقال عليه الصلاة والسلام: «لا وضوء لمن لم يذكر الله» وفي روايه: «لمن لم يسم الله»، وقد علم المصطفى ﷺ أمته أن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل على الله فقال: (أغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله»، وفي رواية: «أغلق بابك واذكر اسم الله، واطفئ مصباحك واذكر اسم الله وخمّر- غَطِّهِ- إناءك واذكر اسم الله واوك سقاءك واذكر اسم الله».وعَلَّمَ التسمية من يريد قضاء الحاجة بقوله: «ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف أن يقول: بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث».
بل عَلَّمَ ﷺ المسلمَ التسمية في كل شيء حتى عند القضايا التي يُظن أنها تحول بين الشخص وبين ذكر الله تعالى، فقال لمن يريد قضاء الوطر: (إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا...) . والتسمية تقال من قبل المسلم المبتدي على تقدير كلمة محذوفة يضمرها فيقول: بسم الله- أي افتتح أو أقرأ أو آكل أو أشرب أو ألبس أو أركب أو أدخل... . قال علماؤنا رحمهم الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم قسَمْ أقسم الله تعالى به لعباده ليؤكد لهم باسمه الأجلّ الأعظم: أن كتابه حق «ذلك الكتاب لا ريب فيه» وأن وعده حق وحكمه عدل وخبره صدق «وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»(٤) وأكّد سبحانه هذا القسم وكرره مُفْتَتِحاً به كل سورة من القرآن الكريم عدا براءة فإنها نزلت في ساعة قتال ونزول بيانات الحرب وأمورها.
ثانياً: قول الأخ: أهو جانب روحي فقط أم هناك جانب عقائدي؛ فليس لذلك ثمرة مهمة في بحث الجانب الروحي والعقائدي، فما ثبت بطريق قطعي يعتبر عقائدياً، وكل عقائديٌ روحيٌ.
ثالثاً: قوله: هل هناك إثم على تاركها؟ وللجواب على هذا نقول:
تارك التسمية له اعتبارات مختلفة:
فهو إن تركها عند الذبح عمداً أثم على رأي جمهور الفقهاء ولا تؤكل ذبيحته ولو كان مسلماً.
وهو إن تركها عند قراءة الفاتحة في الصلاة أثم على رأي فريق من الفقهاء وأخَل بالصفة الكاملة للصلاة، ومنهم من يرى الإخلال دون الإثم، وتفصيل هذه الأمور في الكتب المطولة.
وإن تركها في غير ما تقدم كره له ذلك وحُرِمَ البركة والثواب وجاء عمله مبتوراً، كما تقدم هذا في الحديث أول الموضوع، «فهو أبتر» وفي رواية «أجذم»، وفي رواية «أقطع».
(١)مجلة التربية الإسلامية - العدد 6- محرم الحرام 1396هـ/2 كانون الثاني 1976م- السنة الثامنة عشر. السائل: مشرق فجر الراوي.
(٢) سورة الأنعام، الآية 118.
(٣) سورة الأنعام، الآية 121.
(٤) سورة الأنعام 115.
- الموضوع الفقهي
- حكم البسملة
- عدد القراء
- 281