ذكر الله سبحانه أن موعد الساعة مما استقل الله تعالى بعلمه، ولم يطلع عليه أحداً من خلقه ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾(١)، وحين سأل جبريل رسول الله ﷺ فقال: «فأخبرني عن الساعة، قال رسول الله ﷺ: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: أخبرني عن أماراتها- علاماتها-، فقال: أن تلد الأمة ربها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان... »(٢).

وقد ورد في السنة المطهرة ذكر كثير من علامات الساعة، وقد أفرد العلماء في كتب أصول الدين علامات الساعة القريبة منها، والتي تكون بين يدي الساعة، فعدوا من علاماتها: ظهور الدجال، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام، وظهور يأجوج ومأجوج، وظهور دابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وهذه العلامات تعتبر من الأمور الاعتقادية التي أشار إليها القرآن الكريم والسنة المتواترة.

أما علامات الساعة البعيدة عنها، فقد وردت في أحاديث الآحاد وهي كثيرة جداً منها باختصار:

1. بعثة سيدنا محمد ﷺ لحديث: «بعثت أنا والساعة كهاتين»(٣).

2. وتباهي الناس في المساجد، لحديث: «لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد»(٤).

3. يكثر الفساد وتعم الفتن ويكثر القتل، كما ثبت في حديث الصحيحين: «لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج، قالوا: وما الهَرَج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل»، وفي صحيح مسلم: «لا يدري القاتل فيم قَتَل ولا المقتول فيم قُتِل».

4. حصول قتال فاصل بين المسلمين واليهود فيكتب الله النصر للمسلمين حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: «يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله» كما ورد الحديث في الصحيح عند مسلم.

5. كثرة أعداد النساء وقلة الرجال حتى لا يكون لخمسين امرأة القيم الواحد(٥)، بسبب انتشار الفتن التي تجتاح الرجال في ميادين القتال. نعوذ بالله تعالى من فتن المحيا والممات، ونسأله حسن الختام، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

(١)سورة الأعراف: 187.

(٢)رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن عمر رضي الله عنه.

(٣)ورد في الصحيحين من حديث أنس وسهل بن سعد رضي الله عنهما.

(٤)رواه الحاكم وابن حبان، والطبراني عن أنس رضي الله عنه.

(٥) كما ورد ذلك في حديث البخاري في الجامع الصحيح.