- الباب الفقهي
- العقائد
- المفتي
- الشيخ الدكتور أحمد حسن الطه
- عنوان الفتوى
- معاملة من يُؤمِنْ بالشيطان
- السؤال
- إني فتاة في العشرين من عمري محجبة متدينة ومنذ ثلاث سنوات تعينت معلمة في قرية يؤمن أهلها بالشيطان كثيراً، وفي المدرسة مجموعة من المصلين من أهل القرية وفيهم غير المصلين فهل يجوز لي الاختلاط مع أهل القرية ومعاشرتهم مع أنني أعلم أن الاختلاط حرام ولكن ما العمل أفيدوني أفادكم الله؟.
- الجواب
-
لابد من تحديد المراد من عبارة السائلة «قرية يؤمن أهلها بالشيطان» فإن كان المراد يؤمن أهلها بوجود الشيطان وأن له حقيقة فهذا متفق عليه عند أهل الملة، ونحن نستجير بالله تعالى من وساوس الشيطان، ونستعيذ بالله تعالى منه في بدء كل قراءة، قال الله سبحانه: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾(*).
وإن كان المراد يؤمنون بتقديس الشيطان وتأثيره في الخلق والإيجاد فذلك كفر وانحراف عن الصراط المستقيم، لأن الخلق والتأثير بيد الله، والأمر كله لله، والله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل.
أما سؤال السائلة عن حكم الاختلاط بأهل هذه القرية: فلا يجوز للمسلمة أن تعايش الرجال الأجانب وتقضي الوقت معهم مضطرة إلى المكالمة والمؤاكلة والشرب ومزاولة كثير من الأعمال سويةً فيعرفوا عنها ما لا يحسن أن يعرفه الأجنبي عنها، حتى يزول الاحتشام الذي يجب أن تكون عليه المرأة، ومع أن المعلمة تقوم بعمل طيب بتربيتها لبنات الناس وتوجيههن إلى الخير- لكن اختلاطها بالمعلمين الأجانب قد ينشأ عنه مفاسد وقد يعرضها لبعض المخاطر، وقد تكون مخالطتها سبباً في فتنة من تختلط بهم من الرجال، وكم من متزوج انحرف بسبب الاختلاط والاحتكاك بمن يعمل معهن. ومن القواعد في الشريعة الإسلامية «درءُ المفاسد مقدم على جلب المنفعة».
وإذا توفر أداء الوظيفة بمدرسة للبنات لا تختلطين بالرجال فذلك ممكن وجائز شرعاً فقط، وإذا لم يتيسر إلاَّ المدرسة المختلطة؛ فإن الإختلاط الذي تؤدي المعلمة أو الموظفة عملها لا يعني الخلوة بالرجال، وتبقى محافظة على إحتشامها في لباسها وحركاتها وكلامها فلا بأس به، وقد كانت مساجد المسلمين وأسواقهم يرتادها الرجال والنساء والشباب، فهو إختلاط بإنضباط وفي الصلاة صفوف الرجال متقدمة قريبة من الإمام وفاصل بسيط بعده صفوف النساء، وهن ينظرنَ إلى الصفوف وإنتقال الإمام وسماع صوته في القراءة، سواء في الحرمين الشريفين أم بقية البلاد الإسلامية، وعسى أن يهدي الله بك أحداً من أهل هذه العقيدة ولو فتاة واحدة فهو خير. وفي الحديث الصحيح: «لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير مما طلعت عليه الشمس».
وهذه الفئة (التي تقدس الشيطان) لا يحل أكل ذبائحهم لأنهم ليسوا أهل كتاب، أما باقي أطعمتهم فيحل أكلها، إلا لمانع، كأن يتيقن عدم تحرزهم من النجاسة في الطبخ ونحوه. هدانا الله وإياهم سواء السبيل.
*سورة النحل: 98.
- الموضوع الفقهي
- معاملة من يُؤمِنْ بالشيطان
- عدد القراء
- 188