- الباب الفقهي
- العبادات / الصلاة
- المفتي
- الشيخ الدكتور طه أحمد الزيدي
- عنوان الفتوى
- سجود التلاوة
- السؤال
- ماذا اقول في سجود التلاوة، وإذا لم أستطع السجود ماذا أفعل؟
- الجواب
-
إذا مرّ المسلم بآية سجدة تاليا أو مستمعا يستحب له أن يسجد، سواء أكان في صلاة، أو خارجها، لفعله عليه الصلاة والسلام ولما ثبت عنه ﷺ أنه قال: (إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ يَا وَيْلَهُ ! أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّارُ) (1).
والسجود سنة عند جمهور الفقهاء يسجد القارئ والمستمع؛ لأنه ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «سجد رسول الله ﷺ فيها – يعني سورة النجم - والمسلمون والمشركون والجن والإنس»(2) ، كما ثبت عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه، قَال: َ «قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ النَّجْمَ، فَلَمْ يَسْجُدْ فِيهَا»(3)، ولو كانت السجدة واجبة لم يترك النبي ﷺ زيدا حتى كان يسجد، ويسجد النبي ﷺ، وثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل حتى إذا جاء السجدة نزل، فسجد وسجد الناس حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها، حتى إذا جاء السجدة، قال: «يا أيها الناس إنا نمر بالسجود، فمن سجد، فقد أصاب ومن لم يسجد، فلا إثم عليه ولم يسجد عمر رضي الله عنه، وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «إن الله لم يفرض السجود إلا أن نشاء»(4) .
وإذا لم يستطع القارئ أو المستمع السجود للتلاوة، فلا شيء عليه، ويرى بعض الفقهاء جواز التأخير اليسير لأدائه، فإن طال فلا يسن السجود، ومنهم من أجاز أن يومئ برأسه ويقرأ دعاء السجود، لقوله تعالى : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (سورة التغابن: 16)، وقوله ﷺ: وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم(5) .
وأما قراءة دعاء أو تسبيح لمن لم يستطع السجود، فلم يثبت بدليل؛ ولأن زيدا حينما لم يسجد لم يعلمه النبي ﷺ دعاء يدعو به بدلاً عن السجود، وقد أنكر العلماء ذلك قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله : «إنَّ ذَلِكَ لَا أَصْلَ لَهُ، فَلَا يَقُومُ مَقَامَ السَّجْدَةِ، بَلْ يُكْرَهُ لَهُ ذَلِكَ إنْ قَصَدَ الْقِرَاءَةَ لأَنَّهُ لَمْ يَرِدْ فِيهِ شَيْءٌ».
ويستحب أن يقول في سجوده: ما ثبت من أدعية السجود في الصلاة، وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله ﷺ يقول في سجود القرآن بالليل: «سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته»، وثبت أنه ﷺ قرأ في سجوده: «اللهم اكتب لي بها عندك أجرا، وضع عني بها وزرا، واجعلها لي عندك ذخرا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود»(6).
(1)أخرجه مسلم.
(2) اخرجه الترمذي، وقال : حديث حسن صحيح.
(3)أخرجه ابو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح.
(4) اخرجه البخاري.
(5)أخرجه البخاري.
(6) أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأصله في صحيح مسلم.
******* أخرجه الترمذي ، وحسنه الالباني.
- الموضوع الفقهي
- الصلاة
- عدد القراء
- 182