هل يجوز الدعاء لي ولغيري في الصلاة بأمر من أُمور الدنيا بما يقصد به ملاذ الدنيا وشهواتها؟ جزاكم الله خيرا
- الباب الفقهي
- العبادات / الصلاة
- المفتي
- الشيخ الدكتور ضياء الدين الصالح
- عنوان الفتوى
- الدعاء بأُمور الدنيا في الصلاة
- السؤال
- هل يجوز الدعاء لي ولغيري في الصلاة بأمر من أُمور الدنيا بما يقصد به ملاذ الدنيا وشهواتها؟ جزاكم الله خيرا
- الجواب
-
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فقد اتفق العلماء على مشروعية الدعاء بالمأثور الثابت عن رسول اللهﷺ بلا خلاف، واتفقوا كذلك على مشروعية الدعاء بأمور الدين والآخرة، ولكنهم اختلفوا في حكم الدعاء بأمور الدنيا بملذاتها وشهواتها، على قولين:
القول الاول: يجوز الدعاء بما أحب من خيري الدنيا والآخرة وبما ليس معصية.
القول الثاني: لا يجوز أن يدعو في صلاته بما يقصد به ملاذ الدنيا وشهواتها، بما يشبه كلام الآدميين وأمانيهم مثل: اللهم ارزقني زوجة حسناء، ودار واسعة، وطعاما طيبا، وبستانا انيقا، وما شابه ذلك.
والمفتى به:
هو ما ذهب إليه أصحاب القول الأول من جواز الدعاء بما أحب العبد من خيري الدنيا والآخرة، وبما ليس فيه إثم، لثبوت جواز الدعاء في الصلاة عن رسول الله ﷺ، وأن الدعاء بخيري الدنيا والآخرة فيه مصلحة للعبد، ولا يخالف الخبر الذي احتج به أصحاب القول الثاني؛ لأن المراد -والله اعلم- الكلام الذي يبطل الصلاة، فلا يتوجه إلى الدعاء مطلقا؛ لأنه عبادة يتقرب بها إلى الله، فلا حرج عليه بالدعاء من أمور الدنيا ما لم يدع بحرام، أو قطيعة رحم، أو يعتدي في دعائه.
وإن كان الأولى بالمسلم أن يدعو بالمأثور؛ لأن النبي ﷺ أوتي جوامع الكلم، وكذلك إن دعا بغير المأثور بما أحب جاز له ذلك، لقوله ﷺ الذي ذكرنا: ((ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه))، ولقوله ﷺ: ((ثم ليتخير من المسألة ما شاء، وما أحب)).
والله تعالى اعلم.
- الموضوع الفقهي
- الصلاة
- عدد القراء
- 183