رأيت بعض المصلين إذا أراد أن يدعو الله تعالى بعد الصلاة، سجد ودعا وهو ساجد، فهل يجوز ذاك؟
- الباب الفقهي
- العبادات / الصلاة
- المفتي
- الشيخ الدكتور ضياء الدين الصالح
- عنوان الفتوى
- السجود دبر الصلاة للدعاء
- السؤال
- رأيت بعض المصلين إذا أراد أن يدعو الله تعالى بعد الصلاة، سجد ودعا وهو ساجد، فهل يجوز ذاك؟
- الجواب
-
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فقد ذهب أكثر أهل العلم على أن السجود دبر الصلاة للدعاء بدعة لا يجوز فعلها؛ لأنه كان في صلاة وله الدعاء بعد التشهد وقبل السلام وفي السجودأ ولأن الأصل في العبادات التوقيف إلا بدليل، والسجود بدون سبب شرعي عبادة تفتقر إلى دليل ،وليس في الشريعة التعبد لله بالسجدة المفردة بلا سبب شرعي، والسبب الشرعي هو سجود السهو أو سجود التلاوة، أو سجود الشكر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - في الفتاوى الكبرى [23/94]: (أنكر من هذا ما يفعله بعض الناس من أنه يسجد بعد السلام سجدة مفردة، فإن هذه بدعة، ولم ينقل عن أحد من الأئمة استحباب ذلك، والعبادات مبناها على الشرع والإتباع، لا على الهوى والابتداع، فإن الإسلام مبني على أصلين: أن لا نعبد إلا الله وحده ،وأن نعبده بما شرعه على لسان رسوله ﷺ، لا نعبده بالأهواء والبدع) .
وقال ابن حجر الهيتمي الشافعي -رحمه الله -في المنهج القويم: [1/276] (يحرم التقرب إلى الله تعالى بسجدة بلا سبب، ولو بعد الصلاة ).
وأما السجود المفرد من أجل الدعاء في غير دبر الصلوات ،أي السجود المطلق للدعاء في غير الصلاة فقد اختلف العلماء فيه على قولين :
القول الأول :المنع وعدم الجواز.
القول الثاني :الجواز؛ لان الدعاء سبب شرعي فيستحب له السجود.
والمفتى به:
هو ما ذهب إليه أكثر أهل العلم من عدم جواز السجود المفرد خارج الصلاة للدعاء، ومن أراد أن يعمل بالقول الثاني وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه في مشروعية السجود في غير الصلاة لمقصد شرعي، ومن ذلك الدعاء، أحيانا فلا بأس، ولكن لا ينبغي أن تتخذ ذلك عادة وتُترك السُّنة، بل يجب الحرص على الدعاء في سجود الصلاة، فهو أكمل وأفضل لثبوته عن النبيّ ﷺ .
والله تعالى أعلم.
- الموضوع الفقهي
- الصلاة
- عدد القراء
- 183