هل يشترط في الخطبة أن تكون باللغة العربية؟ وما حكم من يترك صلاة الجمعة؛ لحجة أنه لا يفهم لغة الخطيب، كمن يعيش في البلاد غير الناطقة بالعربية؟ بارك الله فيكم.
- الباب الفقهي
- العبادات / الصلاة
- المفتي
- الشيخ الدكتور ضياء الدين الصالح
- عنوان الفتوى
- خطبة الجمعة بغير العربية
- السؤال
- هل يشترط في الخطبة أن تكون باللغة العربية؟ وما حكم من يترك صلاة الجمعة؛ لحجة أنه لا يفهم لغة الخطيب، كمن يعيش في البلاد غير الناطقة بالعربية؟ بارك الله فيكم.
- الجواب
-
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
قد اختلف الفقهاء في صحة خطبة الجمعة بغير اللغة العربية، على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنها لا تصح بغير العربية لغير الحاجة، وتصح للحاجة .
القول الثاني: أنه تشترط الخطبة بالعربية ولا تصح بغيرها .
القول الثالث: أنه يستحب الخطبة بالعربية ويصح بغيرها .
والمفتى به:
هو أن الأصل في الخطبة أن تكون بالعربية ولا تصح بغيرها عند عدم الحاجة لذلك، وتصح بغيرها عند الحاجة لذلك بشرط قراءة الآيات باللغة العربية ثم ترجمة معانيها بلغة الخطبة؛ لأن مجمل شروط الخطبة عند الفقهاء:
1-أن تشتمل الخطبة على ذكر الله تعالى والصلاة على رسوله مع ذكر اسمه أو صفته ﷺ وقراءة آية مفهمة من القرآن.
2-أن يأتي بأقل ما يسمى خطبة عند العرب مشتملة على الوصية بالتقوى والموعظة.
3-أن يدعو للمؤمنين في الخطبة.
فمن فعل ذلك فقد صحت خطبته عند الجميع؛ ولأن المقصود من الخطبة الوعظ والإرشاد وهذا إذا كان بلغة لا يفهمها من ألقيت عليه فإنه يفوت المقصود منها وتكون عديمة الجدوى، بخلاف ما إذا كانت بلغة يفهمها من ألقيت عليه فإنه يفهمها ويستفيد منها ويتعظ بها، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ [ابراهيم: 4]، ثم إن كثيرا من المسلمين في العصر الحاضر لا يعرفون العربية، وفي إلزامهم بتعلم العربية مشقة كبيرة عليهم قد لا يقدرون عليها، وقد تكون سبباً في صدهم وأعراضهم عن الإسلام، كما أنه لا يلزم من الإسلام أن يكون الإنسان متقناً للغة العربية، فلا يعقل بعد هذا أن يمنع إلقاء الخطبة بغير العربية وتفويت فوائدها المرجوة منها بسبب أمر ليس في مقدور المسلم الأعجمي تعلمه وتحصيله.
وإذا كان في المخاطبين من يعرف اللغة العربية فالمشروع للخطيب أن يجمع بين اللغتين فيخطب بلغته السائدة ثم يعيدها باللغة العربية، كما يفعل معظم الخطباء في كردستان العراق جزاهم الله خيرا، وبذلك يجمع بين المصلحتين وينقطع النزاع بين المخاطبين.
وأما حكم حضور صلاة الجمعة؛ لمن لا يفهم لغة الخطيب: فالظاهر هو وجوب الحضور، سواء أفهمت اللغة التي تلقى بها الخطبة أو لم تفهم، فإن قيل: ما الفائدة من الحضور مع عدم الفهم؟ قلنا: هي فرض عين فيجب عليه الحضور، ومن ثم لا تخلو الخطبة من آية تسمعها، أو حديث تنصت إليه فتستفيد من ذلك إن شاء الله تعالى.
والله تعالى أعلم.
- الموضوع الفقهي
- الصلاة
- عدد القراء
- 189