كيف تصلى صلاة كسوف الشمس في المسجد؟ جزاكم الله خيرا.
- الباب الفقهي
- العبادات / الصلاة
- المفتي
- الشيخ الدكتور ضياء الدين الصالح
- عنوان الفتوى
- كيفية صلاة الكسوف
- السؤال
- كيف تصلى صلاة كسوف الشمس في المسجد؟ جزاكم الله خيرا.
- الجواب
-
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فقد اختلف الفقهاء في كيفية صلاة الكسوف على أقوال أهمها ثلاثة وكالآتي:
القول الأول: إنها ركعتان، يقرأ في الأولى بأم الكتاب وسورة طويلة، يجهر بالقراءة، ثم يركع فيطيل الركوع، ثم يرفع فيقرأ ويطيل القيام، وهو دون القيام الأول، ثم يركع فيطيل الركوع، وهو دون الركوع الأول، ثم يسجد سجدتين طويلتين، فإذا قام فعل مثل ذلك، فيكون أربع ركوعات وأربع سجدات، ثم يتشهد ويسلم، وهذا مذهب الأئمة الثلاثة: مالك، والشافعي، واحمد، إلا أن مالكا والشافعي قالا: لا يطيل السجود، ولا يجهر في كسوف الشمس ويجهر في خسوف القمر، وأما الجهر فقد روي عن علي بن الي طالب-رضي الله عنه- ،وفعله عبد الله بن زيد وبحضرته البراء بن عازب وزيد بن أرقم، وبه قال أبو يوسف، وإسحاق، وابن المنذر.
* القول الثاني: يصلي ركعتين كصلاة التطوع، وهو مذهب الإمام أبي حنيفة، ولا يجهر في الكسوف
* القول الثالث: انها ركعتان، في كل ركعة خمسة ركوعات، وتصحان جهرا وسرا، وهو مذهب الزيدية، والإمامية.
والمفتى به: هو القول الأول (إن صلاة الكسوف ركعتان، في كل ركعة ركوعان وسجدتان، وأن يجهر في صلاتي الكسوف والخسوف، لثبوت ذلك عنه عليه الصلاة والسلام في حديث عائشة -رضي الله عنها- وحديث ابن عباس -رضي الله عنه-في الصحيحين، ولا يُعارضان بغيرهما، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاختيارات الفقهية: (ويجهر بالقراءة في صلاة الكسوف ولو نهاراً وهو مذهب أحمد وغيره).
قال الشيخ الألباني-رحمه الله تعالى- في تمام المنة: (المتقرر أن صلاة الكسوف إنما صلاها رسول الله ﷺ مرة واحدة وقد صح أنه جهر بها كما في البخاري ولم يثبت ما يعارضه ولو ثبت لكان مرجوحا).
وقد أبدى بعضهم أن حكمة الزيادة في الركوع والنقص؛ كان بحسب سرعة الانجلاء وبطئه، فحين وقع الانجلاء في أول ركوع اقتصر على مثل النافلة، وحين أبطأ زاد ركوعاً، وحين زاد في الإبطاء زاد ثالثاً، وهكذا إلى غاية ما ورد في ذلك، وتعقب بأن إبطاء الانجلاء وعدمه لا يعلم في أول الحال ولا في الركعة الأولى، وقد اتفقت الروايات على أن عدد الركوع في الركعتين سواء، وهذا يدل على أنه مقصود في نفسه من أول الحال ،وقد ثبت في الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام صلاها ركعتين في كل ركعة ركوعان وسجدتان، والعمل به أولى؛ لأن ما احتج به المخالفون من أحاديث وآثار لا تخلو من مقال، فكان المصير إلى ما ثبت في الصحيحين أولى وأكثر اطمئنانا.
والله تعالى أعلم.
- الموضوع الفقهي
- الصلاة
- عدد القراء
- 176