- الباب الفقهي
- العبادات / الصلاة
- المفتي
- الشيخ الدكتور أحمد حسن الطه
- عنوان الفتوى
- : رؤية النبي والغسل والصلاة وقراءة الإخلاص ليلة الجمعة
- السؤال
- ذكر في بعض الكتب الدينية أن من اغتسل ليلة الجمعة وصلى ركعتين وقرأ فيهما «قل هو الله أحد ...» ألف مرة يرى النبي ﷺ في منامه فأرجو توضيح طريقة الصلاة وكيفية قراءة الآية الكريمة؟
- الجواب
-
ما ذكره السائل من الاغتسال ليلة الجمعة وصلاة ركعتين وقراءة الإخلاص فيهما ألف مرة- لا أعلم أنه مروي عن رسول الله ﷺ ولا عن أحد من أصحابه ولا التابعين ولا الأئمة المجتهدين ولا يلزم من فعل ذلك رؤيته ﷺ بل يمكن أن يحصل شرف رؤيته ﷺ لمن لم يفعل هذا ولم يسمع به، ويمكن أن لا تحصل للكثير من الصالحين.
وأحب أن يعلم السائل الكريم أن العبادة تقرب العبد من مولاه سبحانه، ولابد للعبادة- سواء كانت صلاة أم قراءة قرآن أم تهليلاً وتسبيحاً وتحميداً وتكبيراً واستغفاراً أم صدقة أم صياماً- أن تكون على وجه التقرب إلى الله تعالى أو الطمع في رضاه لأنه المستحق للتقديس والطاعة ولو جاءت منه على وجه الاشتراط مع الله تعالى، كأن يقول: رب إن فعلت لي كذا تصدقت بكذا فهي عبادة منذورة دون المستوى الأول الذي بادر المتصدق بدفع المال للفقير بدون نذر ولا اشتراط على الله تعالى، بل هذه الصدقة سماها الرسول ﷺ برهاناً، أما صدقة الذي نذر وعلق الصدقة على حصول شرط مع الله تعالى فهي صدقة البخيل الذي لم تكن دوافعه رحمة الفقراء بل حصول مطلبه والصدقة كالرسم ينزعها الله تعالى منه انتزاعاً، فالاغتسال والوضوء قربة، وصلاة ركعتين قربة وقراءة الإخلاق قربة لكن ينبغي أن يرغب فيها العبد ويفعلها ابتغاء مرضاه الله تعالى. فرؤيته عليه الصلاة والسلام في المنام شرف بلا شك، ولكن الشريعة اعتبرته من المواهب ولم تجعله من أهداف المسلم التي تنال بالمكاسب، ولا داعي لأن يجعل المؤمن بباله أنه يغتسل ويصلي ويقرأ ليرى في منامه حضرة المصطفى ﷺ، لأن هذا ربما لا يليق بالمؤمن أن يجعل عبادة الله تعالى ومناجاته وسيلة لا هدفاً، لأن العبادة يجب أن تتمحض لله تعالى، لا أن يكون الله تعالى غير مقصود، وقد حذر فقهاؤنا رحمهم الله تعالى- إمام الجماعة عندما يطيل الركوع أو التشهد حين يحس بداخل ليعينه على إدارك الركعة أو إدراك صلاة الجماعة- حذروه أن يجعل الإطالة لأجل زيد مثلاً لئلا يكون مشركاً بعبادة ربه أحدا، فقالوا: يجب أن يقصد بذلك الذكر والإعانة على أداء أكبر قدر من الصلاة جماعة،
والله تعالى الموفق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وسلم تسليماً كثيراً.
- الموضوع الفقهي
- الصلاة
- عدد القراء
- 193