- الباب الفقهي
- العبادات / الصلاة
- المفتي
- الشيخ الدكتور أحمد حسن الطه
- عنوان الفتوى
- وجود المدفأة أمام المُصلّي
- السؤال
- حدث خلاف بيني وبين بعض الأشخاص حول وجود المدفأة الكهربائية أمام المصلي فمن قائل أنه حرام ومن قائل أنه جائز نرجو بيان الصحيح وهل ذلك تشبه بالمجوس؟
- الجواب
-
إن وجود المدافئ في المساجد ضروري أحياناً، لتخفيف شدة البرد وربما تكون شدة البرد مذهبة لخشوع المصلي، والمحذور كون النار أمام المصلي مستقبلها قاصداً التشبه بعبدة النار وهذا غير موجود قطعاً فهذا موحد مؤمن بالله تعالى لا يخطر بباله شيء من ذلك، فإذا انتفى قصد التشبه انتفت الحرمة، ولكن يكره وجود النار أمام المصلي حتى لا تحصل صورة مشبهة لعبادة الكفرة في الظاهر
ثم بعد هذا نعود إلى سؤال الأخ: وهل المدفأة الكهربائية مشمولة بالنهي وهل هي نار؟ فالاحتياط جعلها يمين الصفوف وشمالها أو خلفها، حسماً للخلاف السائغ الذي راجت بضاعته عندنا، وكان الأفضل ترك الخوض فيه والانشغال بتنوير الفكر وبتلاوة القرآن وتفسيره وتقوية روابط الأخوة الإسلامية.
فالخلاف في المسائل الفرعية وإن كان سائغاً لكن الأكثرية لم تحسن استغلاله في توحيد للصف، بل جعلوه سبباً للاختلاف الحاد مما نشأ عنه نفرة بين الأطراف، بدل الألفة والانسجام، وكان يمكن اعتبار بعض المكروهات شرعاً منفذاً للتخفيف وجمع الكلمة، وقد يفعل الإنسان المكروه أحياناً لبيان الجواز، كما ثبت ذلك في السنة الشريفة، فوحدة الصف فريضة وشعور بالسعادة لا يجوز التفريط بها من أجل تحاشي المكروه، فغشيان المكروه لا يلحق الإثم بفاعله ولكن تعريض المودة بين اثنين للزوال حرام، لقوله تعالى: (وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ)* ، وقوله تعالى: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ )** وقوله سبحانه(وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )***
أصلح الله تعالى شأن المسلمين، وبه المستعان.
*سورة الأنفال: 1.
**سورة الأنفال: 46.
*** سورة آل عمران: 105.
- الموضوع الفقهي
- الصلاة
- عدد القراء
- 197