- الباب الفقهي
- العبادات / الصلاة
- المفتي
- الشيخ الدكتور أحمد حسن الطه
- عنوان الفتوى
- الصلاة الجهرية والسرية
- السؤال
- لماذا الظهر والعصر سرية دون جهر وهل هناك دليل مسند؟ مع وافر الشكر
- الجواب
-
رويت لنا صلاة النبي ﷺ بطرق عديدة صحيحة أنه كان يجهر بالقراءة في ثلاث فرائض: الفجر، والركعتين الأوليين من المغرب والعشاء، ويُسِرُّ فيما عدا ذلك، وتوارثها الخلف عن السلف فإن جهر المصلي في فريضتي الظهر أو العصر ترك السنة الثابتة وصحت صلاته. وقد ذكر العلماء في سبب هذه الكيفية أن النبي ﷺ كان بمكة قبل الهجرة يوم كانت دعوة الإسلام سرية متوارياً عن أعين الكافرين، فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقراءة فإذا سمعه المشركون، سبوا القرآن، ومن نزل به، ومن جاء به، فأنزل الله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ ﴾(١) فيسمع المشركون قراءتك، ﴿ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا(٢)، عن أصحابك، ﴿ وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا﴾(٣)، بين الجهر والمخافتة(٤).
واستمرت صفة صلاة النبي ﷺ هكذا حتى بعد الهجرة وبعد أن صار في مأمن من الأذى. أما صلاة الجمعة والعيدين فقد شرعتا في المدينة بعد الهجرة فكانت جهرية ولو أنهما نهاريتان لأنهما شرعتا في دار الإسلام، بينما كانت مكة يوم فرضت الصلوات الخمس دار كفر لا تتاح فيها حرية الاعتقاد، فكانت صلاة النهار سرية تحاشياً عن إثارة حقد الكافرين ودرءُ لما يصيب المؤمنين من الأذى.
والله أعلم
(١)سورة الإسراء: 110.
(٢)سورة الإسراء: 110.
(٣)سورة الإسراء: 110.
(٤)والحديث أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
- الموضوع الفقهي
- الصلاة
- عدد القراء
- 171