- الباب الفقهي
- فتاوى أخرى
- المفتي
- الشيخ الدكتور عبد الستار عبد الجبار
- عنوان الفتوى
- مشاهدة المسلسلات
- السؤال
- ما حكم مشاهدة المسلسلات الهابطة؟
- الجواب
-
قبل الإجابة على السؤال لي همستان:
الأولى: إنَّ أغلبَ المخترعاتِ الحديثة ومنها التلفزيون؛ هي أسلحةٌ ذات حدين، فيمكن أن تستخدم في الخير ومتابعة النافع؛ ويمكن أن تستخدم في السيئ الضار، فالاستخدام الأول جائز، والثاني حرام.
الثانية: إن أخطر أنواع الغزو هو الغزو الثقافي والفكري الذي يؤثر في قناعات الشباب وسلوكياتهم؛ فيمسخ الهوية ويُضَيع القيمَ ويُذهِب الأخلاق؛ وهذا ما يحصل بأوضح صوره من خلال الإعلام المرئي في الفلم والمسلسل الذي يزرع قيمًا حية في النفس تحاكي العقلية الغربية غير المسلمة؛ لذا لا بد من تحصين المشاهد الملتزم ضد أفكار الأفلام والمسلسلات الهابطة؛ لأنها الأشد خطرًا. فالمتابعة التي لا تخلو من تأثر في الفكر والعاطفة وتغير في السلوك نحو الأسوأ لا تخلو من الحرام.
ثم أقول: الوقت هو الحياة، وصرفه في غير الطاعة يورث الحسرةَ والندامةَ، فقد ورد عن النبي أنه قال : "لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يوم الْقِيَامَةِ حتى يُسْأَلَ عن عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ من أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ"*. فالسؤال عن العمر يشمل السؤال عن ساعات مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج الهابطة؛ فليهيئ المتابع لهذه التفاهات الجواب منذ الآن.
وهذه المشاهدة إنْ فوتتْ طاعةً مفروضة فهي حرامٌ، وإن أخَّرتها فهي مكروهة. وفي كل الأحوال لا يليق بالمسلم والمسلمة أن يحملا هم مسلسل تافه؛ وكيف ستكون نهاية البطل أو البطلة؛ وينسيا حمل هَمِّ الأمة التي يقتل فيها يوميًا المئات والآلاف بأيدي الطواغيت والظلمة والغاصبين، وماذا سنفعل مع قوله -صلى الله عليه وسلم - : "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"**.
ومن أسماء يوم القيامة (يوم الحسرة) سماه تعالى بذلك في قوله تعالى: (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) (مريم39 ). ففي ذلك اليوم سيتحسر أهل النار على كفرهم، وأهل الأعراف على تقصيرهم، وسيتحسر أهل الجنة في الجنة على ساعات ضاعت منهم بغير طاعة الله وذكره، قال رسول اللَّهِ : "ليس يَتَحَسَّرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلا على سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ لم يَذْكُرُوا اللَّهَ فيها"***.
فلو لم يكن في هذه المشاهدة إلا هذه الحسرة وشدة الندم على التضييع لكفت، فحسرة أهل الجنة كبيرة، والعياذ بالله.
*أخرجه الترمذي 4/612، حديث رقم 2417 قال هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
**الطبراني، المعجم الأوسط 7/270، حديث رقم 7473. والمعجم الصغير (الروض الداني) 2/131، حديث رقم 907
***الطبراني، المعجم الكبير 20/93، حديث رقم 182.
- الموضوع الفقهي
- حكم مشاهدة المسلسلات
- عدد القراء
- 220