بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد؛

فالسفر إلى الدول العربية لا مانع منه شرعاً إذا حافظ المسافر على دينه وسلوكه، وربما يكون مشروعاً ومستحباً إذا أفاد هناك أو استفاد، وقد يكون واجباً إذا عجز عن توفير النفقة على نفسه وعياله؛ ولم يتوفر ذلك في العراق.

أما السفر إلى أوربا، وأمريكا وأمثالها فيختلف:

ففي حالة عدم أمن الإنسان على نفسه أو عياله في بلده: فالهجرة مشروعة ومطلوبة، مع شريطة أن يحافظ على دينه واستقامة أهله وأولاده هناك، وذلك بالتردد على المراكز الإسلامية، ليطلعوا على تلك الحياة، ويعرفوا نظمها والمشروع من الممنوع منها ليتربى أولادهم على شريعة الإسلام ونظمها. مع الشعور بأن إقامتهم في دار الكفر حيث ترتكب الكبائر بتشريعات تقر الزنا والإجهاض، تحمي الدعارة بقوانينها فالإقامة في ظل هذه النظم لا تجوز شرعاً إلا إذا كان الإنسان مستهدفاً في بلاده.

ومتى تحسن الوضع في بلدنا فالمطلوب العودة إلى العراق سواء على وجه الإيجاب إذا لا يوجد من يسد مسدّه من حملة الشهادات، أو الاستحباب إن وجد الأكفاء، وليست الإقامة في هذه الديار مباحة وهي على نظمها المحرمة.

والله أعلم.