- الباب الفقهي
- العبادات / الدعاء والاذكار
- المفتي
- الشيخ الدكتور طه أحمد الزيدي
- عنوان الفتوى
- الدعاء لغير المسلم
- السؤال
- لي زميل موظف غير مسلم، وفي بعض الاحيان ادعو له عند مرضه، أو ادعو له بالمغفرة، هل يجوز الدعاء لغير المسلم؟
- الجواب
-
ذهب الفقهاء الى جواز الدعاء لغير المسلم بالهداية والعافية والسلامة، وقد فعله النبي ﷺ مع غير المسلمين، ومنها: دعاؤه ﷺ: «اللهُمَّ أَعِزَّ الْإسلام بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ أو بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَكَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَى اللهِ عُمَر بْنَ الْخَطَّابِ» أخرجه احمد والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وذلك قبل إسلام عمر رضي الله عنه، ودعاؤه لأم أبي هريرة رضي الله عنهما: «اللهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ»، أخرجه مسلم.، ودعاؤه لقبيلة دوس: «اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ» أخرجه البخاري ومسلم.
واما الدعاء لغير المسلم بالمغفرة، فللعلماء تفصيل: مجمله يجوز الدعاء له بالمغفرة ما دام حيا، رجاء أن يهديه الله الى الإسلام فتحصل له المغفرة بسبب إسلامه، وهو من حقوق الآخرين عليك في الانسانية، ومن واجبات المسلم الحرص على هداية الاخرين للإسلام، ويستدل على هذا بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، كأني أنظر إلى النبي ﷺ يحكي نبيا من الأنبياء، ضربه قومه فأدموه، فهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: «رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» أخرجه البخاري ومسلم، ومن العلماء من اشترط عدم أذيتهم للمسلمين.
واما من مات على غير الإسلام، فلا يدعو له بالمغفرة أو الرحمة؛ لإنتفاء مقصد رجاء هدايتهم وإسلامهم، قال الله تعالى: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) (التوبة: 113)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: كانوا يستغفرون لموتاهم فنزلت فأمسكوا عن الاستغفار، ولم ينههم أن يستغفروا للأحياء حتى يموتوا. والله أعلم وأرحم.
- الموضوع الفقهي
- الدعاء لغير المسلم
- عدد القراء
- 220