أيهما الأفضل ذبح الأضحية أو التصدق بثمنها للفقراء والنازحين؟
- الباب الفقهي
- العبادات / الحج والعمرة
- المفتي
- الشيخ الدكتور ضياء الدين الصالح
- عنوان الفتوى
- أيهما افضل في الأضحية ذبحها أم التصدق بثمنها
- السؤال
- أيهما الأفضل ذبح الأضحية أو التصدق بثمنها للفقراء والنازحين؟
- الجواب
-
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ورضي الله عن التابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد ذهب جمهور العلماء بما فيهم الأئمة الأربعة المتبوعين وغيرهم، على أن الأضحية أفضل من التصدق بثمنها، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية؛ لأن الأصل في مشروعية كل من الأضحية والهدي والعقيقة، إراقة الدم، قال تعالى: ﴿لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾(الحج 37). ولأن الأضحية مؤقتة بوقت معين بعكس الصدقة فوقتها مطلق.
وعن سعيد بن المسيب قال :( لأن أضحي بشاة أحب إليَّ من أن أتصدق بمئة درهم) .
قال الحافظ ابن عبد البر-رحمه الله تعالى-:( الأضحية عندنا أفضل من الصدقة؛ لأن الأضحية سنة مؤكدة كصلاة العيد، ومعلوم أن صلاة العيد أفضل من سائر النوافل وكذلك صلوات السنن أفضل من التطوع كله) .
وقال الإمام النووي-رحمه الله تعالى-: ( مذهبنا أن الأضحية أفضل من صدقة التطوع للأحاديث الصحيحة المشهورة في فضل الأضحية؛ ولأنها مختلف في وجوبها بخلاف صدقة التطوع؛ ولأن الأضحية شعار ظاهر ). وقال الإمام ابن قدامة-رحمه الله تعالى-:( والأضحية أفضل من الصدقة بقيمتها نص عليه أحمد).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:( والأضحية والعقيقة والهدي أفضل من الصدقة بثمن ذلك ،فإذا كان معه مال يريد التقرب إلى الله كان له أن يضحي به والأكل من الأضحية أفضل من الصدقة).
ونُقل عن بعض أهل العلم أن التصدق بقيمة الأضحية أفضل، لحاجة الفقير للمال، وبهذا قال الشعبي وأبو ثور .
والمفتى به: هو قول الجمهور، لأن النبي ﷺ ضحّى والخلفاء من بعده ولو علموا أن الصدقة أفضل من الأضحية لعدلوا إليها ولأن الاضحية عبادة مقصودة لذاتها، وفتح باب التصدق بأثمان الأضاحي سيؤدى بمرور الزمن إلى ترك الناس هذه الشعيرة العظيمة والإخلال بالتعبد بها وبحكمة تشريعها، وترك التأسي بسنة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في فعلها.
والأضحية أعظم أجرا لِما فيها من المشقة من حيث شرائها والعناية بها وحفظها، ولِما في ذبحها وتوزيع بعضها من العناء والتعب فالمسلم له الأجر والثواب على كل ذلك إن أخلص نيّته لله تعالى، فالأجر على قدر المشقة.
ويمكن أن يجمع بين الأضحية والصدقة عن طريق التصدق من أضحيته، فيكون بذلك قد جمع بين الفضيلتين: الأضحية والصدقة.
والله تعالى اعلم
- الموضوع الفقهي
- حكم الأضحية
- عدد القراء
- 204