- الباب الفقهي
- العبادات / الحج والعمرة
- المفتي
- الشيخ الدكتور عبد الستار عبد الجبار
- عنوان الفتوى
- حكم تكرار العمرة
- السؤال
- بعض الزائرين إلى بيت الله الحرام في مكة يحرص على تكرار العمرة عن نفسه أو بعض أقاربه المتوفين او العاجزين ، فما حكم تكرار العمرة في السفرة الواحدة ؟
- الجواب
-
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
فقد اتفق العلماء على: أن العمرة من أفضل الأعمال وأجلها عند الله تعالى؛ لما روي في الصحيحين قوله-ﷺ-: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما)).
وذهب جمهور العلماء -إلا المشهور عند المالكية-إلى: مشروعية تكرارها في السنة أكثر من مرة، وبأسفار متعددة، وإلى أنها متأكدة في حق كل من يقدم على مكة سواء كان من أهلها أو من غيرهم.
لكنهم اختلفوا في مشروعية تكرار العمرة في السفرة الواحدة، على قولين:
القول الأول: جواز تكرار العمرة في سفرة واحدة، وأن يكرر العمرة بالإحرام بها من أدنى الحِل، وأقرب موضع لأقرب الحل هو التنعيم -مسجد السيدة عائشة-؛ لأنه هو ميقات الإحرام بالعمرة لمن هو من أهل مكة، أو أقام بها، أو قدم إليها لحج أو عمرة. وهو قول أكثر أهل العلم.
القول الثاني: لا يشرع تكرار العمرة في السفرة الواحدة، لا عن نفسه، ولا عن غيره، وإن الاشتغال بالطواف حول البيت أفضل وأكثر أجرا. وكرّه أكثر السلف من أهل العلم الاشتغال بالخروج للتنعيم للإحرام بقصد العمرة وترك الطواف حول البيت والتعبد فيه. لكن إن سافر من مكة إلى جدة أو غيرها من المدن لحاجة، كزيارة قريب أو شراء شيء ونحو ذلك، ثم رجع إلى مكة فيجوز له أن يحرم بعمرة حينئذ عن نفسه، أو عمن لم يعتمر من أقربائه أو أهله.
المفتى به: هو ما ذهب إليه أكثر أهل العلم أصحاب القول الأول؛ من جواز تكرار العمرة في السفرة الواحدة، ولا حرج في ذلك، وإن كان الاشتغال بالطواف والتعبد في الحرم أولى وأفضل. ولكن ينبغي للحاج المتمتع أن لا يكثر من تكرار العمرة حتى لا يؤثر على قوته وصحته لأداء مناسك الحج التي تنتظره. ويستحب أن يؤخرها إلى ما بعد الحج كما نُقل ذلك عن بعض السلف. والله تعالى أعلم.
- الموضوع الفقهي
- حكم تكرار العمرة في السفرة الواحدة
- عدد القراء
- 189