- الباب الفقهي
- العبادات / الصيام
- المفتي
- الشيخ الدكتور عبد الستار عبد الجبار
- عنوان الفتوى
- المجاهرة بالإفطار
- السؤال
- سائل يسأل عن مظاهر الإفطار العلني وبدون حياء من الخالق في الطرقات، فما عقوبة المجاهر في الإفطار؟
- الجواب
-
الإفطار في رمضان بلا عذر معصية كبيرة، وإظهار الإفطار معصية أخرى فوق المعصية الأولى؛ لأنَّ الأصلَ في العاصي أنْ يستترَ صاحبها بستر الله، ولا يهتك ستر الله عليه كما ورد: "من أَصَابَ من هذه الْقَاذُورَاتِ شيئا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ الله"*؛ ولأن من ستره الله في الدنيا لم يفضحه يوم القيامة.
وأما المجاهر: فهذا ذنب آخر فوق معصية الفطر يوقعه في بلاء أكبر؛ فقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إلا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ من الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وقد سَتَرَهُ الله فَيَقُولَ يا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وقد بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عنه"**.
والمعافى: يعني من أهل العافية؛ والمجاهر: الذي أظهر معصيته وكشف ما ستر الله عليه.
والمعنى: أن كل واحد من أمتي هو في المشيئة، وقد يعفى عن ذنبه ولا يؤاخذ به إلاَّ الفاسق المعلن. فالمجاهرة بالمعاصي فيها فرح بانتهاك حرمة الله؛ وفيها استخفاف بستر الله على عبده؛ وفيها حب لإشاعة الفاحشة في عباد الله. وكل هذه أشد من المعصية نفسها لذا كان المجاهر غير مشمول بالعافية. والمجاهرة في رمضان من نوع هذه المجاهرة التي تجعل صاحبها بعيدة عن عفو الله وعافيته. والدولة المسلمة مسؤولة عن رعيتها ويجب عليها تعزيرُ المجاهرين بالفطرِ في رمضان.
*موطأ مالك 2/825، باب ما جاء فِيمَنِ اعْتَرَفَ على نَفْسِهِ بالزنى، حديث رقم 1508.
** رواه البخاري 5/2254، بَاب سَتْرِ الْمُؤْمِنِ على نَفْسِهِ، حديث رقم 5721.
- الموضوع الفقهي
- أحكام الصيام
- عدد القراء
- 190